50هدف كثيره عليك

' 50 هدف' في الدوري لا تكفي لتنال الكرة الذهبية.. لست أنا من يقول ذلك إنما هذا ما يعتقده مورينهو، وبدوري أسأل: ماذا تريد يا مورينهو؟! هل تريد أكثر من ذلك؟! صحيح ما تريد قوله أن الأهداف لا قيمة لها ما لم تكن سببا في الفوز بالبطولات، لكن مثل هذا العدد باعتقادي أنه يشكل استثناء لابد من الوقوف عنده.. أليس كذلك؟!

لا شك أن ما يحدث المواسم الأخيرة في الدوري الأسباني لا يعكس واقع كرة القدم.. هناك شيء ما، شيء غير مفهوم وسيظل كذلك.. أن تسجل ' 40 هدف' في الموسم فهذا ليس بالشيء السهل طبعا، أن يرتفع الرقم إلى 46 فإن ذلك ضرب من الجنون ليس إلا - جنون كرة القدم - وبالتأكيد رقم كهذا سيبعث على الدهشة (!!).. لكن أن يصل الرقم إلى 50 فهذه إن لم تكن دعابة فليس هناك من وصف لها إلا أن تكون "معجزة".. نعم معجزة كروية ولا تفسير لها غير ذلك..
فالحديث عن مسابقة دوري لا أكثر، وليس عن عدة مسابقات ومحصلة عامة من الأرقام.. 38 مباراة وربما أقل، تحرز فيها هذا الكم الهائل من الأهداف.. لابد أن الأمر يعتبر (إعجازيا) وليس استثنائيا فحسب، ولا أظن هناك من فعلها من قبل، قد يكون ذلك حدث في زمن هتلر وموسوليني وعندما كانت اللعبة بدائية.. لكن في زمننا القريب، أبدا لا أذكر.. باستثناء 'الكابتن ماجد' طبعا.. الفارق أن أهداف ماجد كانت تمزق الشباك أحيانا، وهذا في ظني ما كان ينقص الدوري الأسباني ليبدو المشهد أقرب للميلودراما منه إلى دوري لكرة القدم..

الغريب أن أصحاب هذه الأرقام الفلكية لا يلعب أي منهما في مركز رأس الحربة.. صاحب المهمة.. إنما كلاهما يلعبان خلف المهاجمين – إن صح الوصف - مما يثير الكثير من الأسئلة قبل الدهشة، لعل أهمها: ماذا تبقى لمهاجم الفريق ليعمله؟! يا ترى ما هي مهمته؟!
هل تغيرت كرة القدم لدرجة أصبح فيها المهاجم 'خيار تكتيكي' أكثر منه تهديفي، لم تعد مهمته الأساسية إنهاء الهجمة وتسجيل الأهداف.. في رأيي أن الإجابة "لا" ومتأكد أن هناك من يتفق معي.. فما زالت الأرقام ومعدلات التهديف طبيعية ومعقولة في الدوريات الأخرى، بل حتى في الدوري الأسباني نفسه نجد أن ثالث الهدافين لم يتخطى نصف هذه الأرقام تقريبا..
ولو عدنا بالذاكرة إلى الوراء قليلا نجد أن الظاهرة رونالدو وهو أفضل من يعرف الطريق إلى الشباك لم يصل أبدا لمثل هذه الأرقام ولم يقترب منها في موسم واحد.. قبله كان الأسطوري فان باستن أيضا، روماريو، باجيو، باتيستوتا، سوكر، شيفشنكو، هنري....والكثير، ربما كل عتاة المهاجمين ومعهم مارادونا بشحمه ولحمه لا يعرفون هذه الأرقام ولا أظنهم حلموا بالوصول إليها في دوري خلال موسم واحد..

أعود إلى الظاهرة رونالدو – الذي أعتقد أنه أفضل مهاجم في تاريخ كرة القدم –، وهذا (رأي شخصي) لا يهم، المهم أني أتذكر أن رونالدو لم يتخطى حاجز الـ'150 هدف' عندما لعب للغريمين الإسبان (برشلونة ومدريد) مع العلم أنه لعب ضعف السنوات الثلاث التي لعبها رونالدو الآخر 'كريس' والذي احتفل مؤخرا بـ'100 هدف' بمعدل مباريات أقل..
من يعرف الظاهرة رونالدو حق المعرفة، ومن يعرف قيمته الكروية ومن هو.. سيعلم أن المعادلة أعلاه مقلوبة رأسا على عقب، فلا مقارنة بينهما بتاتا.. ليس هنا فقط العجب، بل إذا علمنا أن البرازيلي كان يلعب مع أسماء أسطورية لا تقارن هي الأخرى بالموجودة الآن، يكفي أن نذكر (فيجو، زيدان)..
الآخر ميسي صاحب الـ '50 هدف' هو أيضا له حكاية أخرى مع الأرقام.. تخطى الفترة الأخيرة '200 هدف' مع فريقه وهو لا يزال في سن الرابعة والعشرين، وطبعا لا يوجد تفسير، وما زلت لا أفهم.. ماذا يتعاطى هؤلاء؟! هل هم أسوياء؟! طبيعيون؟! أم أن هناك سر ما؟! سر لابد من البحث وراءه فقد يكون (هرمون) لا أحد يعرفه، هرمون يحفز على المزيد من الأهداف.. ولا يملكه الآخرون؟! وما يستبد بي العجب إلا حينما أرى هذه الأرقام تمر مرور الكرام وكأن الأمر مألوفا وليس على غير العادة.

لحظة...... هناك الدوري نفسه، الوصيف يبعد عن المتصدر بـ'9 نقاط'، الثالث يبعد بقرابة الـ'40 نقطة'.. أليس هذا شيء عجاب؟! وكأن الثالث ومن دونه بهذا الفارق من النقاط لا يلعبون كرة القدم وإنما يلعبون لعبة أخرى.!! إلى متى وهم مسلوبين محرومين ليس عليهم إلا الاكتفاء بالفرجة، مطرودين من أول جولة ولا يحق لهم المنافسة إلا على المركز الثالث وما دون ذلك.. أم أن ريـال مدريد وبرشلونة يلعبان لعبة أخرى "نسخة جديدة ومطورة".. لعبة لا نعرف قوانينها ولا نعلم السر وراء هذه الأهداف الغزيرة فيها.