فن الانشاء لدى النحل

الهندسة المعمارية عند الحشرات


(فن الإنشاء والهدم بداخل طوائف نحل العسل)



مـقــدمــة:
تمتلك الحشرات الإجتماعية مقدرة غير عادية على البناء و الإنشاء، و المعروف أن الهندسة المعمارية تسمى Architecture والحشرات تسمى Insects و بالتالى الهندسة المعماري عند الحشرت تسمى Insectiture وسأستعرض فى هذا المقال فن إنشاء الأقراص الشمعية بواسطة نحل العسل وكذلك فن هدم تلك الأقراص الشمعية بواسطة ديدان الشمع.
فن إنشاء الأقراص الشمعية بداخل طوائف نحل العسل:
يبدو أن إختيار الشكل السداسي بواسطة النحل لبناء العيون الشمعية أمرا مثير للحيرة وخاصة إذا أضيف له المقدرة العالية للتنسيق بين الشغالات فى البناء، والسؤال لماذا لم يختار النحل الشكل الدائرى أو شكل المثلث أو شكل المربع مثلا ف بناء الأقراص الشمعية؟



بعض الاشكال الهندسية ومحيطها


وبالنظر إلى تلك الأشكال سنجد أن شكل الدائرة يتميز بصغر المحيط وبالتالى إمكانية بناء عدد كبير من العيون فى نفس المساحة ولكن يعاب عليه استهلاك كمية أكبر من الشمع لأن الفراغات التي ستتواجد بين الاشكال الدائرية ستحتاج إلى ملئها بالشمع كما في الشكل التالي.



لاحظ الفراغات التي تتواجد بين الأشكال الدائرية

وبالنظر إلى الاشكال الاخرى سنجد أنها أقل فى إستهلاك الشمع عند البناء لعدم وجود فراغات بين العيون ولكن محيط المثلث والمربع كبير مما يعنى أن عدد العيون التى يمكن بنائها فى القرص الواحد قليل إذا ما قورنت بالشكل الدائري أو السداسي.


في حالة تواجد الشكل المربع أو المثلث لاحظ عدم تواجد فراغات بين العيون

وبالتالى سنجد أن أفضل الاشكال هو الشكل السداسي لأنه لن يستهلك كمية كبيرة من الشمع عند البناء لعدم وجود فراغات وفى نفس الوقت ذو محيط قليل مما يمكن من بناء عدد كبير من العيون فى القرص الواحد وكذلك يمتاز بالصلابة عن الشكل المثلث والمربع.



الشكل السداسي موفر فى الشمع وذو محيط قليل وذو صلابة

وبالتالى نجد أن هناك فناً معمارياً عند النحل عند بناء الأقراص الشمعية التي سيستخدمها كمخزن للعسل وخبز النحل وكذلك كمأوى لتربية الصغار.
وكذلك يقوم النحل بعمل ميل فى العيون السداسية بشكل فني حتى لا يسقط الرحيق من العيون ويكون الميل بمقدر يتراوح من 9 – 14 درجة.










شكل ثلاثي الابعاد للعين السداسي




ومن الأشياء الأخرى الملفته للإنتباة أن النحل يقوم بتغيير حجم العيون السداسية وفقا لما سيخزن بها من رحيق، فقد يلجأ النحل مثلا إلى زيادة ارتفاع جدار العيون السداسية لتستوعب المزيد من الرحيق، وهذا يعكس إستجابة النحل للبيئة المحيطة.



عيون سداسية غير متساوية الإرتفاع




شكل يظهر التركيب الهندسي للعيون السداسية

فن هدم الأقراص الشمعية:
مما لا شك فيه اننا جميعا قد انبهرنا بفن إنشاء البراويز الشمعية والعيون السداسية التي يقوم بها النحل. ولكن يوجد فن آخر لا يقل عنه شدة وهو فن تدمير تلك العيون السداسية. فنجد يرقات ديدان الشمع تصنع نفقاً دقيقاً في البراويز وتحسن اختيار مكان النفق. فهي تصنع أنفاقها في قواعد العيون السداسية مما يؤدي إلى هشاشة وتدمير وجهي البرواز في وقت واحد.





شكل يوضح مكان صناعة النفق فى قواعد العيون السداسية




شكل يوضح وصول يرقة ديدان الشمع كبيرة الحجم إلى قاع العيون السداسية لعمل أنفاق بها





شكل يوضح مكان النفق الذي صنعته دودة الشمع في قاع العين السداسية


وأثناء صناعة النفق تقوم ديدان الشمع بإفراز خيوط حريرية تبطن بها جدران النفق حتى لا تنهار تلك الجدران اثناء التغذية ولكي تستخدمه فى الهروب من النحل إذا حاول مهاجمتها.



شكل يوضح نفق ديدان الشمع والخيوط الحريرية التي تقوم بإفرازها


الأغرب من ذلك هو الحساسية الشديدة التي تبديها ديدان الشمع لأي عدوان عليها، فإذا حاول الإنسان إخراج أي من اليرقات فنجدها سرعان ما ترتد إلى داخل النفق في أضيق حيز منه. وكذلك لديدان الشمع قدرة على الإحساس بأرجل النحل المار على البراويز.




شكل لأنفاق ديدان الشمع. لاحظ أن العيون السداسية من أعلى لم يحدث لها أي ضرر حيث يظهر النفق أسفل الشكل السداسي


الأغرب من ذلك هو كيف ترى ديدان الشمع طريقها وهي بداخل الاقراص الشمعية؟؟؟. فمابالك بأن تلك الديدان موجودة داخل خلية تحجب الضوء بداخل برواز بل وبداخل نفق ضيق داخل البرواز فمن الهمها طريقها وجعل لها القدره على الرؤيه والقدرة على التدمير...... ومن ألهم النحل فن الإنشاء الرائع؟؟؟ ........فسبحان الله.




شكل يوضح تدمير البرواز الشمعي بشكل كامل